الاسقاطات المتكرره
حوالي 1-5% من الحوامل تعاني من إسقاطات باكرة في الأسابيع الأولى من الحمل، وفي كثير من الأحيان لا نستطيع الجزم بسبب الإسقاط لأن غالبية تلك الحالات تأتي للعيادة بعد فترة زمنية من حدوث ذلك الإسقاط، لذا وجب التحري والكشف عن تلك الحالات قبل حدوث الحمل والعمل بشتى السبل لتثبيت الحمل واستمراريته.
الأسباب الأشيع لحدوث الإسقاطات المتكررة:
• عيوب تشريحية في الجهاز التناسلي لدى السيدة، وتحدث بنسبة 10-15% من الحالات وتكون عادةً لأسباب خلقية مثل رحم ذو قرنين أو رحم وحيد القرن، أو لأسباب تنشؤية مثل داء أشرمان وهو حدوث التصاقات داخل جوف الرحم أو وجود أورام ليفية أو بوليب داخل جوف الرحم.
يتيح مركزنا ومن خلال شعبة تنظير بطن وباطن الرحم على الكشف لمثل تلك العيوب ومعالجتها ومن ثم المتابعة الدقيقة لتلك الحالات مما يزيد من فرص الحمل واستمراريته.
• الأسباب الصبغية: وتكون السبب بنسبة تصل إلى 60% من تلك الإسقاطات ويعود ذلك بسبب غياب أو تضاعف صبغي، وتزداد تلك النسبه مع تقدمالعمر
•أسباب هرمونية: ومن أهمها اضطراب وظيفة الغدة الدرقية والتي من الممكن الكشف عنها من خلال إجراء بعض الفحوص المخبرية النوعية.
أما نقص إفراز هرمون البروجسترون من المبيض فيؤدي إلى فشل في التعشيش أو حصول إسقاطات باكرة.ويعتبر زيادة افراز البرولاكتين من الاسباب المؤديه لحوث الاسقاطات المبكره
• يعتبر تقدم عمر الحامل ونقص مخزون المبيضين من الأسباب الهامة في حدوث الإسقاطات الباكرة.
• اضطراب عوامل التخثر: تسبب حوالي 3-15% من الإسقاطات الباكرة وفي حال استمرار الحمل ترتفع نسبة المضاعفات والاختلاطات التوليدية لتلك الأسباب. وقد تم إقرار مجموعة من التحاليل المخبرية الموجهة لمثل تلك الإصابات.
• الانتان: تزداد نسبة حدوث الإسقاط العفوي مع وجود جرثومة التوكسوبلاسما وCMV والميكوبلاسما واليوروبلاسما والحلأ والحصبة واللولبية الشاحبة المسببة للسفلس ضمن الوسط الحاضن في مخاطية عنق الرحم، ويتم الكشف عنها بإجراء فحص جرثومي لمخاطية عنق الرحم، أما علاقتها المباشرة بالإسقاطات المتكررة فلم تؤكد حتى الآن.
• أسباب مناعية: تعود 5% من حالات الإسقاط لأسباب مناعية ويتم التحري عنها بسلسلة من التحاليل المخبرية ومن ثم المباشرة بالمعالجة قبل الشروع بالحمل وخلاله.
• العامل الذكري: تفيد بعض الدراسات إلى أن تشوه DNA الحيوان المنوي له دور هام في إحداث الإسقاطات الباكرة عند الزوجة.
• الإصابة السمية: وتشمل المعالجة الشعاعية وارتفاع درجة حرارة الجسم لفترة طويلة والتدخين الشره.
أغلب الإسقاطات المتكررة لا تكون ناجمة عن شذوذات صبغية وبغض النظر عن السبب فإن النساء اللواتي حدث لهن ثلاثة إسقاطات متتالية دون وجود أي حمل ناجح يبقى لديهن فرصة أكبر من 50% للحصول على طفل. إن إدراك هذه الحقيقة يعتبر أمراً جوهرياً قبل الشروع بأي علاج.
تبدأ المقاربة التشخيصية بأخذ قصة مفصلة وفحص سريري شامل مع التركيز على العمر الحملي الذي يحدث فيه الإسقاط وعلامات عدم استمساك عنق الرحم.
تشمل الاستقصاءات المخبرية : عيارTSH – اختبار الكشف عن مضاد التخثر الذئبي والأضداد المضادة للفوسفوليبيد – الخضاب الغلوكوزي في حال كانت المريضة مصابة بالداء السكري.
تجرى صورة رحم ظليلة و صورة الأمواج فوق الصوتية لتشخيص تشوهات الرحم التشريحية.
في حال سلبية الاستقصاءات السابقة يمكن إجراء التنميط الجيني للأبوين علماً أن هذا الاختبار مكلف جداً و نادراً ما يغير خطة العلاج.
إن تقديم الدعم المعنوي و العاطفي للزوجين قد يحسن نتيجة الحمل أكثر من أي مداخلة علاجية خصوصاً لدى المريضات اللواتي لم نتمكن من تحديد سبب واضح للاسقاط لديهن.