تكيس المبايض
تكيس المبايض هو عبارة عن متلازمة مرضية تؤثر في أكثر من جهاز من أجهزة الجسم، لذلك فإن الاهتمام بعلاجها يجب أن لا يهدف إلى تنظيم الدورة الشهرية فقط، بل يجب أن يهدف أيضا إلى إزالة أي تأثيرات سلبية أخرى على أجهزة الجسم.
وسبب هذه المرض غير واضح تماما، لكن يعتقد بأن السبب هو على الأغلب وجود استعداد وراثي في خلايا الجسم لحدوث مقاومة على هرمون الأنسولين، بمعنى أن خلايا الجسم لا تستطيع الاستجابة لهرمون الأنسولين بشكل جيد، مما يؤدي إلى بدء سلسلة من الاضطرابات الهرمونية الأخرى في الجسم، من ضمنها ارتفاع هرمون الذكورة، مما يؤدي إلى حدوث خلل في عمل المبيض، ويسبب زيادة في جحم اللب المبيضي، أي الخلايا الداخلية في المبيض، وأيضا تسمك في قشرة المبيض الخارجية، فلا تتمكن البويضات من إكمال تطورها بشكل طبيعي، ولا تتمكن من الخروج من المبيض، أي أن الإباضة لا تحدث.
إن عدم قدرة البويضة على الخروج من المبيض هو ما يسبب تباعد الدورة وانقطاعها أحيانا، وهو ما يؤدي إلى حدوث سماكة شديدة في بطانة الرحم، وبالتالي قد يؤهب مستقبلا لحدوث الأورام في الرحم .
إن زيادة الوزن ليست سببا رئيسيا في حدوث تكيس المبايض، فالتكيس قد يحدث حتى عند النحيلات، لكن زيادة الوزن تساعد وتسرع في حدوث المرض، بمعنى أوضح: إن وجود استعداد وراثي في جسم الفتاة لحدوث تكيس المبايض لا يعني بالضرورة بأنها ستصاب بهذا المرض 100%، لكن إن ترافق هذا الاستعداد الوراثي مع زيادة في الوزن، ففي هذه الحالة ستكون السمنة عاملا مساعدا في إظهار المرض، لأن زيادة الخلايا الدهنية في الجسم يعمل أيضا على إضعاف الاستجابة لهرمون الأنسولين، فإن كان هنالك أصلا استعداد وراثي لهذا الشيء فسيحدث تكيس في المبايض حتما، وهذه هي نقطة هامة جدا، لأنه في كثير من الحالات يكون خفض الوزن لوحده كافيا لعلاج المرض، أو لتفادي حدوثه حتى لو كان لدى الفتاة استعداد وراثي للمرض.
لذلك فان أي خسارة في الوزن مهما كانت بسيطة حتى لو كانت 5% من وزن الجسم، ستحسن من الحالة كثيرا، وسيكون لها فائدة كبيرة. وبالنسبة لك فإن وزنك زائد عن الحد المقبول لطولك بما يقارب 25 كلغ، لذلك فالخطورة العلاجية الأولى التي يجب اتباعها هي خفض الوزن، مع ممارسة الرياضة، ويمكن إضافة الجلوكوفاج، فهو سيساعد أيضا في خفض الوزن، وفي تحسين عمل الأنسولين، وبالتالي سيسرع في علاج حالة تكيس المبايض، ويمكنك تناوله قبل بدء الطعام مباشرة.
إن ارتفاع هرمون الحليب في حالات تكيس المبايض قد يكون بسبب حالة التكيس نفسها، وعند علاج الحالة بشكل جيد، فإن هرمون الحليب غالبا ما يعود إلى طبيعته بدون علاج.
وحبوب الدوفاستون ليست علاجا للتكيس، بل هي ستنظم الدورة فقط، لكنها لن تساهم في إزالة التكيس، والحبوب التي تساعد في علاج تكيس المبايض هي حبوب منع الحمل من النوع ثنائي الهرمون مثل حبوب (ياسمين)؛ ولا داعي للقلق من كونها حبوب لمنع الحمل، فهي لا تستخدم لمنع الحمل فقط، بل لعلاج كثير من الأمراض النسائية، وهذه الحبوب تعتبر آمنة جدا، ولا تسبب العقم، بل على العكس فهي ستحافظ على مخزون المبيض، وستعالج حالة التكيس .
إن انقطاع الدورة بسبب تكيس المبايض لا يؤدي إلى حدوث سن يأس باكر، لأن البويضات لاتزال موجود في المبيض ولم تخرج ولم تتلف، وعند علاج التكيس سيعود المبيض إلى نشاطه الطبيعي .